الوقت لا يقدر بثمن

لا يغفل الناجحون عن تحقيق الأولويات للوصول إلى الغايات، لذلك فهم يدفعون المال مقابل الحصول على الوقت، بينما الفاشلون لديهم فراغ أشبه بالوعاء الممتلئ الذي بداخله ثقب مهما أشبع بالماء سيبقى فارغا، والسبب، أن الناجحين يخططون للحاضر والمستقبل ولديهم آمال وطموحات ويرغبون بأن يصبحوا قادة مأثرين وفاعلين اجتماعيين، بينما الفاشلون ليس لديهم أي خطط للحاضر والمستقبل وتسيطر عليهم الدائرة المغلقة ويعيشون في عزلة اجتماعية يملؤها الاغتراب النفسي والآثار السلبية.

إدارة الوقت هو تنظيم الحياة شأنها كشأن الإدارة يحتاج إلى تخطيط ثم تنظيم وتوجيه ورقابة على الأعمال والأفعال والأنشطة، ويعتبر الوقت  أندر الموارد، إذا لم تتمكن من إدارته فلن تتمكن من إدارة أي شيء آخر فهو بمثابة العمود الفقري للحياة وأعمالنا اليومية. فالوقت الذي يمضي لا يعود فحسن إدارة الفراغ والوقت يولد الفاعلية، والفعالية هي نشاط حركي تولد الانجاز، والانجاز يولد النجاح لا يمكن بلوغ الذروة دون استغلال وقت الفراغ الذي يمكن تصوره بالدائرة المفتوحة التي تطلق العنان للإنسان لبلوغ الغاية والهدف.

  ابدأ يومك بالتخطيط، فاليوم بدون تخطيط كالأحلام والخيالات والظلام الدامس كوّن لنفسك قاعدة، نعم أُريد أن أصل، لا تكن كالذين بنوا أيامهم على الأوهام، ابتعد عن السلبيين ولا تقل لا أُريد أو لا استطيع، فلا معنى لها إلا في قاموس العجز والكسل، سارع باغتنام الفرص، فالحياة مليئة بالفرص واستغلالها يأتي من خلال استغلال وقت الفراغ. فالوقت الثمين أفضل من فراغ دامس ففي كل يوم سوف تفتح لك الحياة نوافذا صغيرة من الفرص والطريقة التي تستجيب بها لهذه الفرص هي التي ستحدد مصيرك في النهاية.

الوقت شأنه كشأن المعادن التي يتم استخراجها والوقت ينبغي أن يستغل لما يحقق المكاسب والمنافع والنجاح، فلا قيمة للوقت من دون تدبير، وكما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن عمُرِه فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعَل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وقيم أنفقَه، وعن جسمِه فيمَ أبلاه .

وقال أيضا نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.

لذلك الوقت هو رأس المال الحقيقي للإنسان، إدارته تعني إدارة كل شيء.

أ. محمد التميمي

مدرب دولي في مجال الادارة والقيادة والتنمية البشرية

09/05/2021